تتناول الدراسة التداعيات المتعاظمة للصراع العسكري والاقتصادي والسياسي الروسي - الغربي في أوكرانيا، الذي اندلع في وقت كان فيه الاقتصاد العالمي يسعى للتعافي من آثار وباء كورونا (COVID-19)، ما زاد من المخاوف على رفاهية الشعوب ومستقبل الاقتصاد العالمي في ظل احتمالات توسع الصراع. وتجد الدراسة مشروعية هذه المخاوف في ثلاثة أبعاد رئيسية: اندلاع الصراع بعد فترة الإغلاق الوبائي مباشرة، قابليته للتوسع وتشكيل خارطة علاقات اقتصادية وتجارية عالمية جديدة، وحصول التدهور الاقتصادي وسط بيئة سياسية تتسم بتفشي السياسات الحمائية والنزعات الانفصالية. وتؤكد الدراسة أن الصراع قد وجه ضربة قاسية للاقتصاد العالمي المترنح، من خلال الارتفاع المضطرد لأسعار النفط والغذاء وتقطيع خطوط التجارة، مما ينذر بحدوث ركود اقتصادي يهدد دورة النشاط الاقتصادي العالمي. ويسعى هذا التقرير إلى تسليط الضوء على تطورات الوضع الراهن للاقتصاد العالمي بالانطلاق من المؤشرات المالية والاقتصادية الحالية، للإجابة على تساؤلات حول حجم وتكلفة هذا الصراع، وما إذا كان العالم على وشك دخول مرحلة ركود جديدة ونقطة تحول مفصلية في إعادة خلط أوراق الجغرافيا الاقتصادية.