لم تكن حرب غزة بمعنى ما سوى استئناف لحرب تموز2006، فكلاهما جزء من حروب النظام الدولي التي استهلتها إدارة بوش عام 2002، وهما يقعان في سياق ردة فعل كيان العدو، على التحولات التي تحيط به، ويرى نفسه عاجزا عن توقعها فضلاً عن الإمساك بزمام المبادرة فيها. وقد سجل هذا الكيان إخفاقات متتالية في التكيف مع التحديات الجديدة التي طرأت على المنطقة في العقود الثلاثة الماضية، ولم يتمكن من تشكيل وعي جديد يتناسب مع تبدل أوضاع الفاعلين الرئيسيين فيها، وبروز عناصر جديدة لم تكن موجودة عند نشوئه، وها هي عقيدته الأمنية التي منيت بفشل جديد في غزة، تظهر أنه ما زال ملتصقا بلحظة التأسيس، حين وضع ديفيد بن غوريون الخطوط العريضة لنظرية الأمن القومي، واختصر خلالها التهديدات الوجودية لدولته بالمخاطر التقليدية المتأتية من الجيوش والقوى النظامية.
العنوان
بئرحسن - جادة الأسد - خلف الفانتزي وورلد - بناية الإنماء غروب - الطابق الأول
Baabda 10172010 Beirut – Lebanon P.O.Box: 24/47 وسائل الاتصال
متفرقات
|