مقالات | الاستهداف الرقمي للّوبي الإسرائيلي في أميركا لحزب الله (حزيران - تموز) 2024
مديرية الدراسات الاستراتيجية
تاريخ النشر "26 آب 2024"
للّوبي "الإسرائيلي" في الولايات المتحدة تأثيرٌ ونفوذٌ داخل مؤسّسات صنعِ القرار، لا سيّما في الكونغرس. فهو يدعمُ الأجندةَ والمصالحَ الإسرائيلية في واشنطن، مؤكدًا تجانسها مع تلك الأميركية، كما يحاولُ التأثيرَ على النخبِ السياسيةِ والأكاديمية، معزّزًا حضوره في وسائل الإعلام بما يروّج ويدعم لسردياتٍ ومطالباتٍ تخدمُ كيانَ العدوّ الصهيوني.
وفي إطار فهمِ توجهاتِ اللوبي "الإسرائيلي"، وتعزيزِ القدرةِ على بناء استنتاجاتٍ وترجيحاتٍ حول المواقف والسياساتِ الأميركية مستقبلًا، تقوم مديرية الدراساتِ الإستراتيجية في المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق بعملية ممنهجة ومستمرّة لرصدِ وتحليلِ مواقفِ اللوبي الإسرائيلي، بناء على ما يتم نشره على منصة "إكس".
لهذا الهدف، تم تحديد 206 حسابات على منصة "إكس" تتبع لمؤسسات اللوبي "الإسرائيلي" اليمينية الناشطة في الولايات المتحدة وللباحثين العاملين فيها. وفي الفترة من 4 حزيران إلى 5 آب 2024، تم رصد 1508 تغريدات متعلقة بتطوّرات جبهة المساندة في جنوب لبنان التي أطلقها حزب الله للضغط على العدوان "الإسرائيلي" الهمجي على قطاع غزة المحاصر. بعد فحص التغريدات وتحليلها تم فرزها على مجموعة من العناوين بما يتيح فهم خلفيات نشاط اللوبي الإسرائيلي وأهدافه بوجه حزب الله في المرحلة الحاليّة.
التركيز على مقاطع فيديو تظهر
مسيّرات حزب الله أجزاء من شمال "إسرائيل"
واعتبارها "تباهيًا واستفزازا" سيجر لبنان إلى حرب مدمرة
1. اتهام إيران وحزب الله بجر "إسرائيل" والمنطقة إلى حرب واسعة:
- التحذير من أن إيران تسعى لتوريط "إسرائيل" في حرب على جبهتين يشنها "وكلاؤها" في لبنان وغزة.
- تكرار السردية التي تحمّل حزب الله مسؤولية تدهور الأمور وتوسيع رقعة المواجهة بشكل "متعمد وخطير".
- التركيز على مقاطع الإعلام الحربي في حزب الله التي تظهر تصوير مسيّرات للحزب أجزاء من شمال "إسرائيل" واعتبارها تمثل "تباهيًا واستفزازا" سيجر لبنان إلى حرب مدمرة لا يريدها أحد.
- توجيه انتقادات لمن يتجاهلون "حقيقة" أن الاضطرابات الحالية في الشرق الأوسط تنبع من الحرب التي بدأتها حماس، ومن مشاركة حزب الله الطوعية في الحرب.
- تكرار التصويب على إيران وتحميلها مسؤولية تمويلها وتسليحها لحماس وحزب الله و"الحوثيين".
- تسليط الضوء على تدحرج الأمور نحو "المواجهة الشاملة بما هو أسوأ" وتوقعات تشير إلى إمكانية نشوب حرب إقليمية حقيقية، باتت أقرب من أي وقت مضى، لم تشهد لها منطقة الشرق الأوسط مثيلًا.
- الترويج لمواقف دايفيد شينكر التي عبر فيها أن الحرب على الجبهة الشمالية قد يتم تأجيلها لكن لا مفر من اندلاعها.
- الهجمات الصاروخية والمسيّرة من شأنها أن تجعل "الحرب الشاملة في الشمال حتمية".
- الاستشهاد بحادثة "مجدل شمس" للقول إن الحرب واسعة النطاق بين حزب الله و "إسرائيل" هي مسألة "متى"، وليس "إذا".
التباهي بنجاح جيش العدو
في اغتيال مسؤولين في الحزب
2. استعراض الإنجازات العسكرية الإسرائيلية وتفنيدها وتضخيمها:
- تضخيم الأهداف الإسرائيلية وإعطاء بعضها توصيفات مثل "مجمع عسكري حسّاس".
- التباهي بنجاح جيش العدو في اغتيال مسؤولين في الحزب، والترويج لسردية تعبر عن قلق قيادته من أن "جيش العدو يعرف عنهم أكثر بكثير مما يعرفونه عنه"، وإظهار مشاعر الفرح، واعتبار هذه العمليات "انتكاسة كبيرة لحزب الله".
- التغنّي بالقدرات الاستخباراتية والعملياتية الإسرائيلية "التي أظهرت تفوقًا لا تمتلكه سوى قلّة من الدول".
- الترويج لسردية تعكس "عجز حزب الله" خلال الأشهر التسعة الماضية عن حماية قادته وشخصياته البارزة.
3. تحميل حزب الله مسؤولية الدمار والقتلى المدنيين على الجبهة اللبنانية:
- الترويج أن الحزب يخاطر بحياة الأبرياء وتبرير سقوط "قتلى" من المدنيين اللبنانيين وتوقع ارتفاع الخسائر في صفوفهم بسبب مزاعم بربط حزب الله مواقعه ومخزونات أسلحته بالسكان المدنيين.
- تبني خبر صحيفة "التلغراف" البريطانية الذي يتهم حزب الله بتحويل مطار بيروت الدولي إلى مستودع للأسلحة واستنكار أي رأي يشكك بالرواية.
- تبرير الغارات الإسرائيلية في منطقة عدلون وتحميل حزب الله المسؤولية عن وضع مستودع أسلحة بين السكان المدنيين.
4. التهويل بالحرب والحشد الأميركي لها:
- الحديث عن طمأنة أميركيّة بأنه إذا اندلعت حرب شاملة على الحدود الشمالية فإن إدارة بايدن مستعدة تماما لدعم "إسرائيل" بكل ما تحتاجه من سلاح وذخائر.
- تداول تقدير ينطوي على تهديد صريح لحزب الله بأنه في حال نشبت الحرب مع "إسرائيل" فإن القتال في غزة سيكون مجرد عرض لما سيلقاه الحزب من ضربات.
- افتراض سردية أنه تم القضاء على حماس وأن ما تبقى من فلولها يهرب ويختبئ، وأن حزب الله قد يكون هو التالي ولا مفر له.
المطالبة بإعادة إرسال حاملة الطائرات الأميركية
مقابل الساحل اللبناني لتكون الرسالة واضحة ورادعة
5. التصويب على سياسة بايدن وحث الدعم الأميركي والغربي لـ "إسرائيل":
- التصويب على خطة بايدن لوقف الحرب "فعندما يرى قادة إيران وحزب الله سلوكه، سيستخلصون أنه يمكنهم ضرب "إسرائيل" والاختباء وراء جبن بايدن السياسي".
- مطالبة القيادة المركزية الأميركية بإعادة إرسال حاملة الطائرات مقابل الساحل اللبناني لتكون الرسالة واضحة ورادعة.
- دعوة الاتحاد الأوروبي - وخاصة فرنسا - بإدانة حزب الله ومعاقبته ووضعه على لائحة الإرهاب بجناحيه العسكري والسياسي.
- مطالبة الولايات المتحدة أن تجعل الحزب يدرك أنه "بعد ما حدث لحماس، سيكون هو التالي".
- تحريض إدارة بايدن لإعادة إطلاق استراتيجية تجمع بين الملاحقات القضائية والعقوبات والدبلوماسية بحق قيادات ومؤسسات حزب الله.
- مطالبة الولايات المتحدة أن تضمن حصول "إسرائيل" على الموارد التي تحتاجها لحماية عائلاتها وتدمير قدرات حزب الله.
خلاصة
تواصل آلة اللوبي "الإسرائيلي" في واشنطن مساندة الإبادة الجماعية في غزة وتعمل بطاقتها القصوى للضغط باتجاه إيقاف جبهة المساندة من لبنان عبر تشويه موقف حزب الله ودوره وتحميله مسؤولية التصعيد وتبرئة الكيان من استهداف المدنيين وتضخيم نتائج الهجمات الإسرائيلية والضغط على الإدارة الأميركية لزيادة الدعم لكيان العدو. وقد استجد خلال الشهرين الأخيرين تزايد الحديث عن وقوع حرب واسعة في الجبهة الشمالية وذلك للضغط على واشنطن لتقديم مزيد من الدعم العسكري والسياسي لتل أبيب، مع تقديم كيان العدو في موقف دفاعي بوجه إيران وحزب الله. ويسعى اللوبي إلى بث مناخات من الثقة بالقوة الإسرائيلية والإسهاب في الحديث عن "منجزاتها" وذلك للتخفيف من التصورات المنتشرة حول عجز العدو الإسرائيلي عن تحقيق أهداف الحرب وحاجته المستمرة للمساعدة الغربية بحيث يظهر أنه يتحول إلى عبء استراتيجي على حلفائه.
Tags:
مقالات ذات صلة
مقالات | التكامل بين لبنان وسوريا والعراق نموذج مثلّثات النمو - آب 2024
(٢٦ آب ٢٠٢٤)
مقالات| قضايا جوهرية في المعالجة والإنقاذ / د. عبد الحليم فضل الله - آب 2024
(٢ آب ٢٠٢٤)
مقالات| الدبلوماسية القسرية الأميركية بوجه حزب الله في جبهة المساندة / د. حسام مطر - آب 2024
(١٦ آب ٢٠٢٤)
مقالات | الاستهداف الرقمي للّوبي الإسرائيلي في أميركا لحزب الله - إعداد مديرية الدراسات الاستراتيجية - حزيران 2024
(٢٢ حزيران ٢٠٢٤)