كتابات الموقع > حسب الموضوع> مقالات | هل يكون الذكاء الاصطناعي آخر ابتكارات البشر/ احمد فاعور - آذار 2019
مقالات | هل يكون الذكاء الاصطناعي آخر ابتكارات البشر/ احمد فاعور - آذار 2019
احمد فاعور

I.    مقدمة
في العام 1965 افترض العالم والباحث (I.J. Good) إن الآلات سوف تمتلك في المستقبل من الذكاء الكافي بشكل سوف تجعل نفسها أكثر ذكاءًا. وعندها سوف تجد المزيد من الفرص للتطور والتحسن وبالتالي تجعل الذكاء البشري وراء ظهورها لمسافات بعيدة وهذا ما أطلق عليه العلماء اسم انفجار الذكاء (Intelligence Explosion).
وبالفعل لم يحدث يومًا أن شهدت البشرية مرحلة أكثر تطورًا في مجال الذكاء الاصطناعي مثلما تشهده الآن، فلا يكاد يمر يوم دون أن يحدث تطور جديد في هذا المجال وخلال العقدين الأخرين كثر الحديث عن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته كعلم قد يصنع مصيرًا جديدًا للبشر، ولكن هل سيغيّر الذكاء الاصطناعي حياتنا نحو الأفضل أم نحو الأسوأ؟ هل سيجعل حياتنا أكثر سهولة أم سيزيدها تعقيدًا؟ وما هو مستقبل البشرية في ضوء هذه الثورة الصناعية الرابعة؟ وهل سيكون الذكاء الاصطناعي الابتكار الأخير الذي سوف يقضي على البشرية؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في السطور القادمة.
 يُعرّف الذكاء الاصطناعي بأنه سلوك وخصائص معينة تتميّز بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي قدرات البشر الذهنية وأنماط عملها مثل القدرة على التعلّم والاستنتاج والتأقلم مع أوضاع مستجدّة. وقد بدأ هذا العلم يشقّ طريقه في العديد من التطبيقات كالتشخيص الطبّي ومعالجة اللغات الطبيعية وترجمتها وتمييز وتحليل الصور والتحكم الآلي وغيرها الكثير.

II.    أنواع الذكاء الاصطناعي
على الرغم من وجود أشكال متنوعة من الذكاء الاصطناعي باعتباره مفهومًا واسعًا، إلا أننا يمكن أن نقسمه إلى ثلاث فئات:
1)    الذكاء الاصطناعي الضعيف (Narrow AI)
وهو الذي يركزّ على مهمّة واحدة ويفتقد للوعي الذاتي والقدرة على التأقلم والتعلّم الذاتي (Self Learning) أو الذكاء الحقيقي.
2)    الذكاء الاصطناعي القوي (AI True)
وهو الذي يحاول أن يُحاكي دماغ الإنسان، وسيكون هذا النوع قادرًا على أداء معظم المهام التي يُقوم بها الإنسان مثل السيارات الذاتية القيادة التي تتطوّر أنظمتها الآلية بحيث ننتج سائقين آليين يستطيعون التحكم والإستجابة بطريقة ذكيّة تشبه استجابات الإنسان للمؤثرات المختلفة على الطريق وبالتالي يُصبح السائق الآلي قادرًا على اتخاذ قرارات حاسمة أثناء القيادة.
3)    الذكاء الاصطناعي الخارق (Super AI)
وهو الذكاء الاصطناعي الذي يفوق العقول البشرية في كل المجالات تقريبًا بما في ذلك الإبداع العلمي والمهارات الإجتماعية. ويشكك بعض العلماء في إمكانية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي القوي بينما يرى آخرون إمكانية تحققه ولكن ينبهون إلى ضرورة الاستعداد له منذ الآن ومواءمة أهدافه مع الأهداف الخيرة للبشرية، وهم يعتبرون إن حضارتنا سوف تزدهر إذا فزنا في السباق بين القوة المتنامية للتكنولوجيا والحكمة التي ندير بها هذه التكنولوجيا، لذلك فإن أفضل طريقة للفوز بهذا السباق لا تتمثل بعرقلة التقدم التكنولوجي بل تسريع مواءمة أهداف التقدم مع أهدافنا من خلال دعم أبحاث سلامة الذكاء الاصطناعي (AI Safety).

وقد أولت دول العالم وخاصة المتقدّمة عناية خاصة بهذا الموضوع وأعدّت له خطط مستقبليّة ورصدت له موازنات ضخمة واستقطبت الباحثين من شتى أنحاء العالم، فقد خصصّت الصين التي تتنافس مع الولايات المتحدة على المركز الأول مبلغ 22 مليار دولار على مدى خمس سنوات، كذلك رصدت فرنسا مبلغ 1.5 مليار يورو لصالح مشاريع الأبحاث في الذكاء الاصطناعي وأيضًا العديد من الدول بدأت الإستعداد لهذه المرحلة القادمة من التطور في هذا المجال.
 مع هذا التطور المتسارع، ثمة سؤال بدأ يطرح حاليًا حول مستقبل البشر وما هي انعكاسات هذا التطور التكنولوجي الهائل على مختلف جوانب حياته. وفي معرض الاجابة عن هذا التساؤل، اختلف الباحثون في التقدير، ففي الوقت الذي يصف فيه "أيلون ماسك" الميلياردير الكبير والمدير التنفيذي لشركتي "Tesla" للأدوات الكهربائية و "Space X" المتخصصّة بتكنولوجيا الفضاء، الذكاء الاصطناعي بأنه "أكبر تهديد للحضارة الإنسانية يفوق حوادث السير والمخدرات" ويتعلق الأمر بالتحديد في أن الآلة (بالمفهوم الواسع للكلمة) ستسيطر شيئًا فشيئًا على ما نقرأه ونتعلّمه وعلى توجيه خياراتنا نحو ما "تجب" قراءته أو تعلّمه أو اكتسابه. وبالنسبة لـ "ماسك" فإن الشركات العاملة في قطاع الأنترنت والذكاء الاصطناعي تتقدّم بسرعة كبيرة دون أن تأخذ الوقت الكافي لقياس المخاطر التي يمكن أن تحتلّها هذه الصناعات يومًا ما على البشرية. فالسيّارات الذاتية القيادة ستصبح هي الغالبة خلال السنوات العشر القادمة وسينظر إلى مالكي السيارات الحالية كمالكي الأحصنة اليوم! كذلك في قطاع الأعمال، سيصبح من الممكن الإستعاضة عن البشر في أغلب الوظائف.
 بينما وعلى العكس من ذلك، أبدى "زوكربيرغ" مؤسس ورئيس" فيسبوك" تفاؤلًا كبيرًا حول هذا الموضوع فهو يعتبر أن الذكاء الاصطناعي سوف يطوّر من قدرة التحكم عند الإنسان وسوف يخلق له فرص عمل جديدة أكبر بأضعاف من تلك المهدّدة بالانقراض وسوف يحسنّ كثيرًا من جودة الأعمال ودقتّها. فماهي التوقعّات حول مستقبل البشرية في ضوء تطوّر الذكاء الاصطناعي؟

III.    التوقعات المستقبلية
كما أشرنا سابقًا، انقسم الباحثون في علم الذكاء الاصطناعي في تقييمهم للتوقعات المستقبليّة إلى فريقين واحد متفائل والآخر متشائم.
ففي حين يرى المتفائلون أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في التصديّ للكوارث وحوادث المرور وأنّه سيحسّن حياة البشر في كافة مناحي الحياة من خلال منح البشر قدرات حسيّة خارقة مثل السمع والبصر والمشي لأصحاب الحاجات الخاصة، فالإنسان غير القادر على المشي أو الذي لا يرى أو لا يستطيع السمع جيدًا سوف تمنحه القدرات الاستثنائية لنظم الذكاء الاصطناعي إمكانيات تجاوز مثل هذه العوائق. كما يتوقّع أن يكون الطب التشخيصي أحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي حيث ستمكننا هذه التكنولوجيا من الحصول على إباحة تسلسل الجنيوم وحفظ التفاصيل الدقيقة للسجلات الطبية والحصول على كمياّت هائلة من الدراسات السريريّة وتحسين طرق العرج وتطوير الأدوية.
كما يمكن لتطوّر الذكاء الاصطناعي في مجال معالجة اللغة الطبيعية (NLP) مساعدة ملايين البشر الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة وبالتالي لا يستطيعون الحصول على المعلومات وذلك من خلال اعطائهم المعلومات المناسبة والإجابة على استفساراتهم المطروحة بلغتهم الطبيعيّة المحكاة.
 أما التهديد الأبرز الذي يُطرح فهو هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي وبالتحديد الروبوتات وظائفنا؟ وما هو مستقبل المهن وما هي التغيرات التي يمكن أن تطرأ عليها؟ يعتقد بعض الباحثين أن فكرة الرجل الآلي الخارق التي طُرحت في ثمانينات القرن الماضي من خلال أفلام الخيال العلمي (Science fiction) والتي تتحدث عن سيطرة وحكم الرجال الآليين عام 2029 سوف تأخذ نصيبها من الوجود الفعلي في المستقبل القريب جدًا وهي سوف تستحوذ على وظائف 800 مليون عامل في العالم عام 2030. وهو ما كشفت عنه دراسة معهد ماكينزي العالمي التي أجريت العام الماضي في 46 دولة وشملت 800 مهنة.
وقد أوضحت الدراسة أن ثلث القوى العاملة في الدول الغنيّة مثل الولايات المتحدة وألمانيا قد تحتاج إلى إعادة تدريبها على وظائف أخرى.
وعلى الرغم من أن غالبية الأميركيين قلقون وبنسبة تفوق 72% بشأن مستقبل المهن في وجود الروبوتات، فإن هناك مجموعة من الخبراء ترى أن هذا القلق مبالغ فيه وهم يرون أنه يجب تدريب الموظّفين للتأقلم والعمل مع الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات أفضل وزيادة الإنتاجية.

IV.    قضايا أخلاقية
وفيما يلي أشير إلى ثمانية قضايا أخلاقية ينبغي التطرّق لها عند الحديث عن مستقبل الحياة في ضوء تطور علم الذكاء الاصطناعي:
1.    البطالة: ماذا سيحدث عند أتمتة (Automation) أغلب الوظائف؟
بما أن الذكاء الاصطناعي قد وفرّ وسائل تقنية لأتمتة الأعمال والوظائف فهو بالتالي قد وفرّ مساحة أكبر للناس للقيام بأدوار أكثر تعقيدًا والانتقال من العمل الجسدي الذي سيطر على عالم ما قبل الصناعة إلى العمل المعرفي الذي يُّميز العمل الاستراتيجي والعمل الإداري في مجتمعنا المعولم.
على سبيل المثال يعمل ملايين العمال اليوم في الولايات المتحدة بمهنة النقل بواسطة الشاحنات. ما هو مصير هؤلاء العمال إذا اصبحت الشاحنات ذاتية القيادة؟ ومن جهة أخرى، إذا نظرنا إلى انخفاض خطر وقوع الحوادث بسبب المركبات الذاتية القيادة، فإن الشاحنات ذاتية القيادة تصبح خيارًا أخلاقيًّا. أيضًا إذا كانت الآلة ستّحل محل الإنسان في أغلب وظائفه يصبح السؤال المطروح كيف سنقضي أوقاتنا؟
والجواب على هذا السؤال يكون في استثمار هذا الوقت في الأنشطة الغير عمّالية، مثل رعاية الأسرة والإنخراط في المجتمع والمساهمة في رفع مستوى هذا المجتمع وعندها يصبح من غير المقبول أن يطلب من البشر صرف معظم وقتهم في العمل الجسدي من أجل تحصيل لقمة العيش.


2. فجوة عدم المساواة: كيف ستتوزع المداخيل الناتجة عن عمل الآلات بشكل شبه مستقل؟
يعتمد نظامنا الاقتصادي على موضوع التعويض مقابل المساهمة والذي غالبًا يتم تقييمه بالأجر بالساعة. ولا تزال غالبية الشركات تعتمد على العمل المأجور بالساعة عندما يتعلّق الأمر بالمنتجات والخدمات. ولكن مع استخدام الذكاء الاصطناعي، سوف يقلّ بشكل كبير الاعتماد على القوى العاملة البشرية وبالتالي ستذهب العائدات إلى عدد أقل من الناس بحيث يحصل الأفراد الذي يتملكون حصصًا في هذه الشركات على كل هذه الأموال وهذه الفجوة ستأخذ في الاتساع حيث يأخذ أصحاب الشركات والمؤسسّون جزءًا كبيرًا من الفائض الاقتصادي الذي يخلقونه وهنا يُطرح السؤال الكبير كيف سنهيكل اقتصادًا عادلًا في مرحلة ما بعد العمل (Post-Labor economy).


3.  التأثيرات والتفاعلات الإنسانية: كيف ستؤثر الآلات على سلوكنا وتفاعلنا؟
أصبحت البوتات الذكيّة الصناعيّة (artificially intelligent bots) أفضل وأفضل في نمذجة الحوار والعلاقات الإنسانية. ففي عام 2015 فاز بوت يحمل اسم (Eugene Goostman) في مسابقة (Turning Challenge) للمرة الأولى.
فقد استطاع البوت إيهام أكثر من نصف المتابعين البشر بأنهم كانوا يدردشون مع إنسان وليس بوتًا صناعيًا. هذا الإنجاز هو مجرّد بداية عصر ستقوم فيه بالتفاعل بشكل متكرّر مع الآلات كما لو أنهّم بشر عاديّون سواء في خدمة الزبائن أو في المبيعات.

4. الغباء الاصطناعي: كيف نحترَس من الأخطاء؟
يأتي الذكاء عادة من التعلّم سواءً للإنسان أو الآلة. بالنسبة للآلة، يكون هناك مرحلة من التدريب والتعليم للنظام من خلال الأمثلة (Learning from examples) قبل أن يدخل مرحلة الإختبار من خلال أمثلة جديدة لم يتمّ التعرّف عليها مسبقًا.
ومن الواضح أن مرحلة التدريب والتعليم لا يمكن أن تغطيّ جميع الأمثلة الممكنة وهو ما قد يوقع النظام الآلي بأخطاء يمكن للبشر أن يتفادوها. وهنا تطرح مسألة الثقة بالانظمة الذاتية خاصة في الموضوعات شديدة الحساسية كالصحة والتسلح وما إلى ذلك.

5. الروبوتات العنصرية: كيف يمكننا إزالة التحيّز الذي يمكن أن ينتج عن الذكاء الاصطناعي للآلات؟
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي للآلات يؤمن سرعة وقدرة معالجة تتجاوز بكثير قدرة البشر إلاّ أنه لا يمكن الوثوق بإنصافها وعدم تحيزّها. على سبيل المثال تعتبر شركة (Google) وشركتها الأم (Alphabet) أحد رياديي الشركات في استخدام الذكاء الاصطناعي كما هو واضح في خدمة (Google Photo) حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي للتعرّف على الأشخاص والكائنات والمشاهد. وهنا قد يحدث نوع من الأخطاء أو التحيّز ضد السود مثلًا في موضوع التنبؤ بالمجرمين.

6. الأمن: كلما أصبحت التكنولوجيا أكثر قوة، كلما أمكن استخدامها أكثر لغايات جيدة أو ضارّة. وهذا لا ينطبق فقط على الروبوتات المنتجة مكان الجنود البشر أو الأسلحة ذاتية الاستخدام، بل أيضًا على أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تحدث أضرارًا أذا تم استخدامها بشكل مؤذي وهنا يصبح موضوع الأمن السيبراني أكثر أهميّة. ففي النهاية نحن نتعامل مع نظام أسرع وأكثر قدرة من البشر بأضعاف كثيرة.

7. العواقب غير المقصودة: ماذا لو تحوّل علم الذكاء الاصطناعي نفسه ضدنا؟
عندما تتحدث عن آلة فلا معنى لنيّة الشر بداخلها أو لنيّة الخير وإنما المقصود هو احتمال عدم فهم السياق الكامل المطلوب من الآلة. على سبيل المثال تخيّل نظام ذكاء اصطناعي متقدم لعلاج السرطان والقضاء عليه. بعد الكثير من البرمجة والاتمتة، يمكن أن يبتكر صيغة تؤدي في الواقع إلى نهاية السرطان ولكن عبر قتل كل شخص على وجه الأرض. فنظام الذكاء الاصطناعي قد حقق هدفه "لا سرطان" بكفاءة عالية ولكن بغير ما قصده البشر.

8. التفرّد والتميز (Singularity): كيف نبقي سيطرتنا على نظام ذكي معقّد؟
يُعتبر البشر سادة الموجودات وعلى رأس قمة السلسلة الوجودية وذلك ليس بسبب عضلات قوية يمتلكونها أو أسنان حادّة لديهم وإنمّا بسبب ذكائهم وبراعتهم وإبداعهم وهنا يُطرح سؤال خطير حول مستقبل الإنسان نفسه في ضوء تفوق الذكاء الاصطناعي، هل سيكون له ميزة وتفوّق علينا يومًا ما؟ وعندها لا يكفي فقط سحب القابس الكهربائي منه لإنه سوف يستبق هذا التحرك ويُدافع عن نفسه!!

V.    خاتمة
الذكاء البشري هو لحد اليوم اقوى وأهم ذكاء بيولوجي معروف ولكن موقعنا في التاريخ ربما لا يكون إننا اذكى المخلوقات الموجودة بل كوننا أول المخلوقات الذكية الموجودة على سطح هذا الكوكب. إن مستقبل الذكاء الاصطناعي هو بالتأكيد أفضل بكثير من ماضيه وربما ينتهي الدور بالذكاء الاصطناعي بلعب دور حاسم ومصيري في الحضارات المستقبلية وعلى نطاق أوسع بكثير من كوكبنا هذا على غرار ما لعبه الذكاء البشري في الحضارات الماضية والحاضرة والذي سوف يلعبه مستقبلًا.
وللاسباب عينها، فان الموجودات الاصطناعية الذكية القابلة للتطوير والتأقلم الذاتي يمكن ان يكون لها أيضًا وبشكل متساوي الأثر المهم في الحضارات المستقبلية. ما هو المهم والأساسي ليس هو شكل هذا التطور وحجمه بل القيم التي سوف ترتكز عليها هذه الحضارات.

*أستاذ جامعي وباحث أكاديمي



  • مقالات ذات صلة

  • العنوان

    بئرحسن - جادة الأسد - خلف الفانتزي وورلد - بناية الإنماء غروب - الطابق الأول
    Baabda 10172010
    Beirut – Lebanon
    P.O.Box: 24/47

    وسائل الاتصال

    Tel: +961-1-836610
    Fax: +961-1-836611
    Cell: +961-3-833438
    info@dirasat.net

    التواصل الاجتماعي