يركّز التقرير الاستراتيجي الثاني على دراسة وتحليل النظام العربي والإقليمي: اللاعبون والاتجاهات في مرحلة انتقالية. ويشتمل التقرير على جملة من الأوراق والمداخلات عالجت أربعة عناصر هي: النظام الإقليمي؛ ماهية وأدوار اللاعبين المؤثّرين؛ الاتجاهات الأساسية للأحداث؛ وطبيعة المرحلة الانتقالية وتأثيراتها. وقد ساهم في هذا التقرير عدد من الباحثين والأكاديميين العرب والأجانب إما عبر أوراق بحثية وإما عبر تقديم مقاربات مكثفة استشرافية تجاه إشكالية أساسية موحدة معدّة سلفًا.

نشرة شهرية تجمع ملخصّات نصوص أجنبية هامة

عناوين العدد

خيارات بديلة للسياسة الأميركية تجاه النظام الدولي  .......................  5
الإرهاب والعنف السياسي  .....................................................  19
خيارات الولايات المتحدة الاستراتيجية للتحدي الإقليمي الإيراني .....   41
مشروع قانون حول حضور حزب الله وإيران في أميركا اللاتينية ....   49
 

منذ اندلاع الاضطرابات في سوريا عام 2011 سارع قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى التعبير عن آمالهم وطموحاتهم بإسقاط الدولة السورية وحكم الرئيس بشار الأسد لما في ذلك من أثر إستراتيجي إيجابي على الأمن القومي لكيان الاحتلال. ومع تقدم الأحداث واتساع رقعة السيطرة الميدانية لفصائل المعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية أخذت تصدر العديد من المواقف الإيجابية تجاه الكيان الإسرائيلي من قيادات ونخب سياسية تابعة لمكونّات من المعارضة السورية. ومع تمدد سيطرة الفصائل المسلحة في الجنوب السوري والقنيطرة في المناطق المتاخمة للجولان المحتل عامي 2013 و 2014 بدأت تظهر أشكال من التواصل الميداني والدعم المادي والعسكري واللوجستي من الجيش الإسرائيلي لفصائل المعارضة المتواجدة في المنطقة.

إن النظام الإقليمي الذي ساد في المنطقة العربية نتج بشكل كبير عن الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية. وأدى هذا الانهيار عقب هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى إلى اقتسام الحليفين الفرنسي والبريطاني لممتلكات هذه الدولة في المشرق العربي. والجدير ذكره أن النظام الإقليمي لم يكن انعكاسًا للإرادة الاستعمارية البريطانية والفرنسية فقط بل كان ناتجًا عن اصطدام المشاريع الاستعمارية لهاتين الدولتين بإرادات وطنية ظهرت في البلدان التي وقعت تحت الاستعمار. في العام 1948، قامت "إسرائيل" على أرض فلسطين بعد تهجير الكثير من شعبها منها في الوقت الذي كانت فيه الدول العربية قد بدأت تتحرر من الاستعمار. وقد قادت مصر حركة التحرر في المنطقة العربية وفي أفريقيا ما أدى إلى تحرر معظم أقطارها من الاستعمار.

عناوين العدد

تقرير حول مستقبل العراق  ..................................................  5
الملامح السياسية والعسكرية للصراع المقبل مع حزب الله  ................  31
تفكير جديد عن الأمن القومي الإسرائيلي في بيئة اقليمية متغيرة ................   39
المرحلة الانتقالية في السعودية بين الدفاع والهجوم   ................................. 45
مستقبل العلاقات المذهبية في الشرق الأوسط ..........................................   51
نبذة عن إزرا كوهين واتنيك   ................................................................. 57
ملحق ببليوغرافيا  .................................................................................  61
 

نشرة شهرية تجمع ملخصّات نصوص أجنبية هامة

أصدرت الإدارة الأميركية في 18 كانون الأول 2017 الإستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأميركي . وقد دأبت الإدارات المتعاقبة للولايات المتحدة الأميركية منذ عهد إدارة الرئيس ريغان على إصدار تقرير إلى الكونغرس حول استراتيجية الأمن القومي. وتُعد الأجهزة التنفيذية في الإدارة الأميركية هذه الاستراتيجية ويجري تقديمها للكونغرس. وقد نص قانون "غولدووتر نيكولاس" الصادر في 4 كانون الأول 1986 على وجوب تقديم هذه الاستراتيجية للكونغرس وذلك في إطار تطوير وزارة الدفاع الأميركية.

على مدار السنوات الأربع الماضية كانت ما تسمى بـ "جماعة الدفاع المدني السوري"، المعروفة باسم "الخُوَذ البيضاء"، وراء بثّ مقاطع فيديو وصور كثيرة لما ادّعت أنها "فظائع" ترتكبها القوات الحكومية السورية. ظهرت هذه الجماعة عام 2014 في ذروة الحرب الدائرة في سوريا، وحظيت بدعم إعلامي ومالي سخيّ من قِبل جهات غربية، وشكّلت على الدوام أداة متقدّمة في البروباغندا الإعلامية الساعية لتشويه صورة الحكومة السورية. ولم يقتصر دور هذه الجماعة على الضخ الإعلامي بل تعدّاه لينخرط في خلق المبرّرات والحجج لاستهداف سوريا عسكريًا من قِبل الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة، فعند كل ادّعاء بوقوع هجوم بالأسلحة الكيميائية في أكثر من منطقة في سوريا، كان عناصر الخُوَذ البيضاء حاضرين لبث مقاطع فيديو وتقديم روايات ساهمت في رفد الهجمة الغربية على النظام في سوريا بتهمة استخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه.

أي استطلاع للنظام الإقليمي العتيد في المشرق المتوسطي الإسلامي يجب أن يتطرّق أولًا وأساسًا إلى التطورات في "المثلث الذهبي الاستراتيجي" (مصر وإيران وتركيا( الذي لطالما شكّل ماضي وتاريخ وتراث هذا المشرق منذ نيّف وخمسة آلاف سنة، وبمقدوره وحده الآن أن يحدد مصير هذا النظام في القرن الواحد والعشرين إيجابًا (إذا ما توصّل أضلاعه الثلاثة إلى وفاق تاريخي جديد) أو سلبًا إذا ما واصلت هذه الأطراف الغرق في ما يشبه أتون حرب الثلاثين عامًا الطائفية- الجيوسياسية الأوروبية في القرن السابع عشر، والتي أبادت نصف سكان القارة العجوز. سنتطرق في هذه العجالة إلى التطورات في ضلعي هذا المثلث، تركيا وإيران، لسببين: الأول، أن الضلع الثالث، مصر، يمر هذه الأيام في مرحلة انتقالية دقيقة لا تزال معالمها وآفاقها غارقة في لجج الغموض، والثاني، لأن التطورات الأخيرة في تركيا وإيران منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية في العام 1979 وصعود حزب العدالة والتنمية التركي إلى السلطة في العام 2002.