بتاريخ 31 آذار/مارس 2024 جرت الانتخابات المحلّية في تركيا في 81 محافظة و972 بلدية، وشارك فيها 1053 مرشحًا من 34 حزبًا، وقد أدّلى 48 مليونًا بأصواتهم. وقد بلغت نسبة المشاركة 78%، بينما كانت نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة 84.6%، وانخفاض هذه النسبة كان أحد العوامل المهمة التي أثرت على نتائج الانتخابات حيث تبين أن أكبر عدد من الناخبين الذين لم يذهبوا إلى الصناديق الانتخابية كانوا من ناخبي حزب العدالة والتنمية. وتعتبر نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة أدّنى معدل مشاركة منذ عام 2004.
 

أظهرت نتائج الانتخابات تقدّم حزب الشعب الجمهوري، المعارض، في عموم البلاد بنسبة 37.7% مسجلًا بذلك إنجازًا لم يحققه منذ انتخابات عام 1997

وحلّ حزب العدالة والتنمية في المرتبة الثانية بنيله 35.5% من إجمالي الأصوات، وكان المركز الثالث من نصيب حزب الرفاه من جديد بنسبة 6.19%.
هناك مجموعة عوامل أثّرت على خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات وعلى رأسها يأتي الوضع الاقتصادي الصعب للأتراك حيث لم تنجح كل محاولات أردوغان لتحسينه خلال الفترة الماضية. كما كان لسياسات أردوغان اتجاه حرب غزة، وخاصة استمرار التجارة مع كيان العدو، تأثير وعلى توجّه الناخبين الذين فضّل جزء منهم التصويت لحزب إسلامي آخر، حزب الرفاه من جديد.
ولا شك أن النتائج شكّلت صدمة للجميع في تركيا، فأكثر المتشائمين في حزب العدالة والتنمية لم يتوقّعوا هذه الهزيمة المدويّة. ويتوقّع كثيرون أن يقوم أردوغان بخطوات إيجابية اتجاه الغرب في محاولة لتحسين الوضع الاقتصادي.

أولًا: استعراض النتائج
شكّلت الانتخابات المحلّية (البلديات) في تركيا قفزة نوعية للمعارضة حافظت فيها على بلديات كانت بحوزتها في الدورة السابقة وأضافت لها بلديات أخرى، في هزيمة واضحة للحزب الحاكم الذي أقرّ بضرورة مراجعة أسبابها على لسان زعيمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.