تختلف نظرة السياسيين والمحللين الى النظام العالمي القائم، إذ يرى البعض أنه نظام أحادي القطبية منذ إنشائه وأن الولايات المتحدة ما زالت قائدة العالم تتحكم بمصيره، ولا يعير اهمية للتراجعات التي شهدتها السياسة الاميركية مؤخراً. يعزو هذا البعض معظم الأحداث والتطورات إلى رغبة أميركية في حدوثها ولكن الآليات تغيرت، ويفسّر، من ضمن تفسيراته للأحداث، الربيع العربي بأنه يجري وفق التخطيط الاميركي وأن الامور ممسوكة اميركياً. في المقابل يعتبر البعض الآخر ان النظام العالمي احادي القطبية المسمَّى جديداً قد انتهى أو هو على شفير النهاية وأن الولايات المتحدة تتراجع كقوة عظمى وحيدة في العالم لمصلحة قوى اخرى، وأن نفوذها تراجع فعلاً، ويعزو ذلك إلى الحروب التي خاضتها وتخوضها في العراق وأفغانستان والحرب ضد الارهاب والتي جاءت نتيجتها على غير ما يشتهيه القادة الاميركيون، فكانت إما الهزيمة، او عدم النصر، أو عدم تحقيق الاهداف. لا تبدو هاتان النظرتان متعارضتين تماماً لأن ثمة تقاطعات معينة تشهدها السياسة الاميركية، فهي صارمة وقاطعة تجاه دولة مثل ايران، وأقل حسماً في كوريا الشمالية، ومتساهلة ومتخبطة في باكستان. ولكي نحدد ما اذا كان النظام العالمي أحادي القطبية ما زال قائماً، أو أنه يترنّح ويذوي علينا أن نعرض لمظاهر قوة هذا النظام وأين اصبحت في خضمّ التطورات المتسارعة في غير مكان في العالم.
العنوان
بئرحسن - جادة الأسد - خلف الفانتزي وورلد - بناية الإنماء غروب - الطابق الأول
Baabda 10172010 Beirut – Lebanon P.O.Box: 24/47 وسائل الاتصال
متفرقات
|