في العقد الأخير، غادرت ظاهرة العنف موقعها التقليدي، المحلي الإقليمي، لتصبح ظاهرة دولية. صاحب ذلك تطوران مهمان، الأول: استواء العنف آلية رئيسيِّة في بناء النظام العالمي، وفي البحث عن نقطة ارتكاز جديدة له، معنى ذلك أن العنف لم يعد كما في السابق، وليد اختلال مؤقت، بل عبوراً ممتداً قد يفضي إلى توازن جديد أو فوضى عارمة. الثاني: إفلات ظاهرة العنف جزئياً، من قبضة السلطات، وخروجها النسبي من رقابة الأنظمة واستقلالها أحياناً عن تطلعات المجتمع واحتياجات السياسة. هنا يبدو العنف وسيلة المستبعدين والمهمشين، لإيجاد فضاء مستتر، مضاد للنظام السائد ومتمرد على سلطته المتشددة وعنفه المادي أو الرمزي. فالعنف الذي نشهد ولادته اليوم، غير متمركز في الجغرافيا السياسيِّة المعروفة، ولا يمثل مصالح اجتماعية وسياسية محددة.
العنوان
بئرحسن - جادة الأسد - خلف الفانتزي وورلد - بناية الإنماء غروب - الطابق الأول
Baabda 10172010 Beirut – Lebanon P.O.Box: 24/47 وسائل الاتصال
متفرقات
|