نود لهذا االبحث، ابتداءً، أن لا يدَّعي لنفسه التأسيس دون تقدير لكم هائل من المقاربات السابقة، ولا القطيعة التي تفترض وكأن الزمن الثقافي قد بدأ لتوِّه، فلا هذا ولا ذاك، إذ في التراكم والتتمة والبناء على ما سبق، ما يعتبر شرطاً من جملة شروط جمة للإنتاج المعرفي المثمر. وتلافياً لما يمكن أن يشكِّل مراوحة في قلب المأزق نفسه، أو إسهاماً في إعادة إنتاجه، ليس من الصحيح أن نسلك ما سلكه كثيرون من المبادرة، بتعسّف غير مبرر، إلى مواجهة الحداثة برمتها، انطلاقاً من رفض بعض مفاهيمها، أو التركيز الانتقائي على أعراضها السلبية، أو الاحتجاج بتلازمها مع التجربة الغربية وانتمائها إلى نسق حضاري غريب، أو الادعاء، من ناحية أخرى، أن الإسلام ينطوي على مفاهيم الحداثة نفسها، ما يغني عنها ويصرف من ثم إلى القول بعدم حاجة المسلمين إلى التجارب الإنسانية والحضارية الأخرى.
العنوان
بئرحسن - جادة الأسد - خلف الفانتزي وورلد - بناية الإنماء غروب - الطابق الأول
Baabda 10172010 Beirut – Lebanon P.O.Box: 24/47 وسائل الاتصال
متفرقات
|