تواصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استكمال تعييناتها ومنها في وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي. وبعد أن أنجزنا في العدد السابق من هذه السلسلة موجز في السِيَر الذاتية لأبرز الإدارة الجديدة سنخصص هذا العدد لاستعراض موجز لسِيَر أبرز الموظفين المختصين في الشرق الأوسط سواء في وزارة الخارجية الأميركية أو مجلس الأمن القومي. أهمية هؤلاء الموظفين هي في كونهم يتولون الجوانب التقنية والإدارة المباشرة لملفاتهم ويرفعون التوصيات لرؤسائهم وبذلك تترك المعلومات والتقديرات التي يرفعونها تأثيرًا مباشرًا في عملية صنع القرار. ولذلك من الضروري معرفة الخلفيات العلمية والعملية لهذه الشخصيات وما هي ارتباطاتها وتجربتها وصلاتها السياسية والوظيفية وأبرز مقارباتها لقضايا المنطقة.
يتضمن هذا التقرير موجزًا للسِيَر الذاتية لسبعة شخصيات موزعة بين وزارة الخارجية (مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وموظفين في مكتب شؤون الشرق الأدنى) ومجلس الأمن القومي (مسؤولي ملفات لبنان والأردن وسوريا والعراق وشمال أفريقيا وإيران).
بعد معركة انتخابية من الأشد ضراوة في التاريخ الأميركي بفعل حِدّة الانقسامات الهويّاتية داخل الولايات المتحدة والتأزّم في موقعها العالمي وصل جو بايدن إلى البيت الأبيض. يحتل الرئيس الأميركي موقعًا مركزيًا في النظام السياسي لبلاده كونه رأس السلطة التنفيذية ولذا عادة ما تجري مقارنة السياسات الأميركية وأحوالها بحسب تبدّل الرؤساء للنظر في المستمر والمتغيّر فيها. إلا أن الرئيس الأميركي يحكم من خلال شبكة واسعة جدًا من المؤسسات والمواقع والأُطر التي تشاركه في أخذ القرار سواء من ناحية تحديد نوعية المعلومات التي تصل إليه أو تقديم المشورة أو الإدارة التنفيذية للملفات أو من خلال تنافساتها البينية وتوافقاتها المتبادلة. وعليه فإن تقدير الاتجاهات المحتملة لأية إدارة أميركية يبقى قاصرًا من دون الإحاطة الكافية بالشخصيات المركزية وهذا ينطبق بالتحديد على السياسة الخارجية.
بعد صدور نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية التي أظهرت فوز جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، تثار أسئلة كثيرة حول السياسة التي ستنتهجها إدارة بايدن حيال الشرق الأوسط. تتنوّع الآراء التي تحاول تحليل واستشراف قرارات إدارة الديمقراطيين الجديدة حيال ملفات هامة في المنطقة، لا سيما قضية الملف النووي الإيراني ومصيره، ومسار تطبيع بعض الدول العربية مع العدو الإسرائيلي، ومقاربة القضية الفلسطينية والصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومستقبل العلاقات الأميركية الخليجية ولا سيما مع السعودية، بالإضافة إلى قضية الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. من هنا كان لا بد من العودة إلى التصريحات والمواقف التي صدرت عن كل من بايدن ونائبته هاريس حيال هذه القضايا والملفات خلال السنوات الأربع الماضية وخاصة خلال الحملة الانتخابية.
تظهر الميليشيات المسلّحة في الولايات المتحدة الأميركية على أنها حالة طبيعية في المجتمع الأميركي، وهذا الأمر يعود بشكلٍ أساسي إلى كونها جزءًا رئيسيًا من تأسيس البلاد، في قرونٍ ماضية، لا بل إنّ ما يعرف بـ "الآباء المؤسسين" الذين وضعوا الدستور كانوا بحدِّ ذاتهم جنرالات في الميليشيات التي تأسست بغرضِ حماية "المستوطنات" الأولى التي بناها المستعمرون الأوروبيون في السواحل الشرقية لأميركا الحالية. تكمن أهمية البحث في نشأة تلك المليشيات والمسار الذي اتّبعته في الدستور والقوانين الأميركية في أنها ليست صورة عن ماضي البلاد وما تضمّنه من أحداثٍ مهمة في تفاصيلها لنشأة الولايات المتحدة، بل ولمستقبلها أيضًا، وذلك استنادًا إلى الدور الذي باتت تلعبه تلك الميليشيات في المجتمع الأميركي وفي توجيه السياسات العامة للأحزاب الرئيسية، على صعيد الخلفيات الأيديولوجية والعِرقية، والتي تعبّر بدورها عن حالة من التباعد الاجتماعي بين المكوّنات المختلفة للبلاد.
في عالم اليوم لا تشكل العُملة المادية إلا ثماني في المئة فقط من العملة العالمية، حيث إن معظم النقود هي مجرد واحد وأصفار يتم تبادلها إلكترونيًا في شكل ائتمانات وديون في حسابات البنوك. وقد حصلت قفزة في شكل المال المادي إلى غير المادي منذ وقت طويل. تتيح لنا تكنولوجيا العملات الرقمية فعل ذلك دون الحاجة إلى البنوك والوسطاء الماليين. ففي أنظمة الدفع الإلكترونية التقليدية يمكن أن تتم المعاملة فقط بين حسابين مصرفيين، أما في نظام العملة الرقمية فيمكن إجراء المعاملات بين محفظتين رقميتين على الرغم من عدم ارتباط أي منهما بحساب مصرفي. تعمل هذه المعاملة المباشرة كالنقد لأنها تزيل الوسطاء الماليين مثل البنوك وعمالقة التكنولوجيا المالية من المعاملة.
اكتسبت جزيرة سُقطرى منذ القدم أهمية جيواستراتيجية أثارت مطامع دول مجاورة لها، فضلًا عن دول أخرى تُدرَج الجزيرة ضمن مخططاتها الاستعمارية أو نفوذها السياسي. هذا الأرخبيل اليمني المكَوَّن من 6 جزر في المحيط الهندي و7 جزر صخرية أخرى يقع على ممر مضيق باب المندب الاستراتيجي بالقرب من القرن الأفريقي، ويمثّل نقطة التقاء المحيط الهندي وبحر العرب. وقد اكتسبت الجزيرة شهرتها منذ العصر الحجري، بازدهار تجارة "السلع المقدسة"، ونشاط الطريق التجاري القديم، ومنذ ذلك الوقت كانت للسيطرة عليها أهمية كبرى نظرًا لموقعها على خط ملاحة دولية يربط القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر وقناة السويس.
يُّعرَّف الحياد على أنه التزام تقطعه الدول على نفسها بعدم التدخل في الشؤون الدولية، إذا كان هذا التدخل يُفضي أو قد يُفضي إلى استخدام القوة المسلّحة، ويهدف هذا الحياد إلى الحفاظ على مركز قانوني محدد يفرده القانون الدولي للدول التي تمارس هذا الحق، وبذلك تتمتع هذه الدول بمجموعة من الحقوق ويُلقي على عاتقها مجموعة من الواجبات ناشئة عن هذا الالتزام، وينتهي هذا الالتزام بانتهاء حالة الحياد.
نهر النيل هو أطول أنهر العالم، إذ يتوغّل من وسط شرق إفريقيا، مرورًا بالقرن الأفريقي وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط في شمال القارة عند الدلتا المصرية، قاطعًا مسافة 6853 كلم. ويلتقي النيل الأزرق والنيل الأبيض في منطقة قريبة من الخرطوم في السودان، حيث يكملان في مسار واحد صعودًا نحو البحر. وتتشارك في حوضه إحدى عشرة دولة هي: مصر، السودان، أثيوبيا، تنزانيا، أوغندا، روندا، بروندي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، كينيا، أريتريا، جنوب السودان.
يقدّم هذا التقرير جملة من المؤشرات الداخلية والخارجية حول الولايات المتحدة الأميركية المستخرجة من مصادر موثوقة، مع مقارنتها زمنيًا ومع دول أخر، وقد عُرضت على شكل رسومات وجداول تسهّل ملاحظة التحولات والفوارق. ويأتي هذا التقرير في وقت تمر فيه الولايات المتحدة، دولة ومجتمعًا وقوة هيمنة دولية، في مسارات تحولية تنعكس اضطرابات داخلية وانقسامات بين نخبتها وتشتتًا في أدوارها الخارجية. ويخضع كل من هذه التحولات إلى سياق تاريخي بمعنى أنها ليست ظرفية أو عابرة، ولذا لا يمكن فهمها إلا من خلال مراقبة تطورها. ويكثر النقاش في السنوات الأخيرة بشأن مستقبل أميركا سواء على صعيد استقرارها الداخلي وعناصر قوتها المحلية وصلابة اقتصادها وإما على صعيد المنافسة مع القوى الأخرى التي تتقدم في عدة مجالات حيوية. ولذلك وبهدف بناء تصور أفضل حول مستقبل الولايات المتحدة لا بد من النظر في جملة من المؤشرات الرقمية ضمن سياق زمني في مجالات متنوعة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
انخرطت دولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب اليمنية في ظل "عاصفة الحزم" التي أعلنتها السعودية في آذار/مارس عام 2015، وذلك استكمالًا لتدخلاتها السياسية ولا سيما بعد 2011. وبعد 4 سنوات من العدوان على اليمن حاولت الإمارات في تموز/يوليو 2019 إظهار انعطافة في ما يتصل بوجودها ودورها في اليمن. وقد تم ذلك من خلال انسحابات إماراتية تمّت على شكل تخفيض قواتها بنسب كبيرة في مناطق، وانسحابات شاملة في مناطق أخرى سلّمتها للقيادة السعودية. وشملت هذه الانسحابات ساحات القتال خارج الجنوب اليمني: انسحاب كامل من مأرب حيث حلّت القوات والمعدّات السعودية محل تلك الإماراتية، بما فيها بطاريات "باتريوت"، وإخلاء معسكر الخوخة، وانسحاب بنسبة كبيرة من جنوب الحُدَيدة مع إبقاء الإدارة الإماراتية لهذه الجبهة، وسحب عدد كبير من الضباط الإماراتيين من قاعدة عصب في إريتريا.
العنوان
بئرحسن - جادة الأسد - خلف الفانتزي وورلد - بناية الإنماء غروب - الطابق الأول
Baabda 10172010 Beirut – Lebanon P.O.Box: 24/47 وسائل الاتصال
متفرقات
|