قبل حوالي أربعة أعوام تقريبًا واجهت الجماهير العربية وخصوصًا في مصر وتونس، نموذجًا متطرفًا للاستبداد يجمع بين القمع العبثي، وتبعية غير مشروطة وليبرالية زائفة. كان ذلك الاستبداد خاليًا تمامًا من المعنى، فلا هو بني على مسوّغات أو مزاعم إيديولوجية، ولا اتكأ على تسويات ومساومات داخلية هادفة تعوّض بعضًا من مشروعية مفقودة. وبذلك فإنّ هذا الاستبداد يختلف اختلافًا بيّنًا عن نماذج أخرى في العالم، تلك التي خفف من وطأة احتكار السلطة فيها أنها سعت إلى تحقيق غايات وطنية أو تنموية متفق عليها) الصين مثلًا (وتبنت بهذا القدر أو ذاك منظورًا مشتركًا للخير العام. أما في البلدان العربية فقد افتقرت الأنظمة المطاحة لأي مشروعية رديفة، أكانت مشروعية المصلحة العامة، أم مشروعية التسوية والمقايضة في الداخل، أو حتى المشروعية العقائدية والنضالية، تاركة الأمر لـ "مشروعية خارجية" مثّلها ما يسمّى المجتمع الدولي.
في ظلّ تصاعد أهمية إمدادات الطاقة، والتنافس الحادّ بين المصدّرين، والتسابق المستمر بين المستوردين لموارد الطاقة، أصبحت "جيوبوليتيك" خطوط النفط والغاز من المحدّدات والقضايا الجوهرية المؤثّرة في مسارات الحرب والسلم. وفي الشرق الاوسط المصدّر الأول للنفط والغاز في العالم، تتزايد مشاريع الاستكشاف والاستخراج والتصدير لتلبية حاجات البلدان المجاورة ولا سيما في الاتحاد الاوروبي وشرق آسيا. للتصفح عبر issuu
فيما يواصل المجتمع الدولي جهوده من أجل التوصل إلى تسوية تقود لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، يقدم هذا المقترح خيار «اللامركزية» كجزء من الحل. تمتلك سوريا تاريخًا طويلًا من سيطرة الدولة المركزية الشديدة وهي التي ساهمت بدورها في إقصاء أجزاء كبيرة من المجتمع وعطلت عملية التنمية في البلاد. ولا شك في أن فرصة نقل السلطة إلى جهات محلية تمثل وسيلة فعالة في خفض النزاع وتوفير الأمن للسوريين الذين فقدوا الثقة بالدولة، عدا عن إسهامها المباشر في تأجيل بعض القضايا الاساسية المتنازع عليها بين الفصائل السورية المختلفة. وقد يكون أحد أشكال اللامركزية نابعاً من تسوية سياسية نهائية بين الأطراف المتنازعة خاصة بعد أن تصل الأطراف المختلفة إلى قناعة عدم قدرتها على تشكيل دولة موحدة أو تشكيل حكومة مركزية تمثل كل ال سوريين.
تمتلك الولايات المتحدة في آسيا عدة أوراق على قدر من الأهمية في إستراتيجية الاحتواء. ذلك أن صعود القوة الصينية، ولاسيما في مجال تعزيز القدرات العسكرية، يقلق بالوجه الشرعي معظم جيرانها. فإذا كان إطلاق أول غواصة صينية - هي حاملة طائرات أوكرانية أعيد تأهيلها في آب 2011 _ لا ينطوي على أي تهديد لواشنطن مهما كان، فمن المشروع أن يعدّ تهديدًا في نظر أقرب جيران الصين منها، خصوصًا في جنوب شرق آسيا حيث يبدو منذ عامين أن النزاع يتبلور سريعًا على مجموعة جزر بحر الصين الجنوبي، وهو تهديد جدّي نظرًا إلى عدم امتلاك أي من دول المنطقة هذه المقدرة العسكرية. ويوفّر العدد الكبير من النزاعات في الماضي والريبة السائدة حاليًا في الضاحية الصينية أرضية ملائمة لامتداد نفوذ الولايات المتحدة وخطابها بشأن التهديد الصيني.
في بداية ولاية الرئيس الأميركي باراك اوباما كنت قد عرضُت ثلاث خلاصات مؤقتة حول السياسة الخارجية والاستراتيجية العسكرية الأميركية، وذلك كالآتي: 1) على الرغم من الانفراج الذي أعقب انتهاء "إدارتي: جورج بوش الابن فإن أهداف السياسة الخارجية الأميركية الساعية إلى الهيمنة سوف تستمر وإن تطوّرت.2) إن البرنامج العسكري – الاستراتيجي الذي وضعه المحافظون الجدد والذي يتضمن: الحرب ضد الارهاب، والشرق الأوسط الكبير، والقوة الناعمة، سوف يبقى بمثابة "لوحي الوصايا العشر"؟. 3) أخيرًا، سوف تسعى الإدارة الديمقراطية إلى تغيير الخطاب والأسلوب من أجل "تغيير كل شيء، لكي لا يتغير شيء،....". آنذاك رأى البعض، أن كلامي "متطرف" وهذا ما بدا لي حكمًا جائرًا....(ريشار لابيفيير)
نشرة شهرية تجمع ملخصّات نصوص أجنبية هامة
أفرج مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركي على دفعتين في ايار 2015 واذار 2016 عن مجموعتين من الرسائل التي وجدتها القوات الاميركية في منزل زعيم القاعدة أسامة بن لان اثناء الاغارة عليه وقتله في باكستان. وقد بلغ عدد الرسائل المنشورة حتى تاريخه 216 رسالة في اغلبها صادرة عن بن لادن وأخرى وردت اليه فيما بقيت مجموعة ثالثة مجهولة المصدر.
تدور هذه الأيام نقاشات مستفيضة في الأوساط المعنية بالتحليل الاستراتيجي والعلاقات الدولية بخصوص تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة ومستقبل العلاقات بينهما. ويجد كثير من الفاعلين المتوسطين بين العملاقين أنفسهم أسرى منطقي القوتين اللتين هم مدعوون إلى اتخاذ موقف منهما. وقد أحدثت الأزمة الاقتصادية والمالية والانتفاضات العربية تغييرات جغراسيّة مهمّة ما زلنا غير مدركين لأبعادها كافة. ودخل العالم في حقبة تاريخية جديدة لا تزال مآلاتها غير محقًقة بيْد أن أصحاب القرار يستشعرون على نحو مشوّش انبثاق نظام عالمي جديد.
الجدل الساخن لا يزال ساخناً في الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات بشأن الوسيلة الأنجع للحفاظ على الزعامة العالمية الأميركية في القرن الواحد والعشرين. وهو جدل يدور بين معسكرين رئيسيين إثنين: الأول، يدعو إلى تقليص الالتزامات الأمنية- العسكرية الأميركية في العالم إلى حد كبير، والتركيز بدلاً من ذلك على "بناء الأمة" في الداخل الأميركي وعلى تطوير الاقتصاد والبنى التحتية والتعليم. والثاني، يطالب بإبقاء الإستراتيجية الكبرى الراهنة القائمة على الحفاظ على النظام الدولي الراهن بقوة السلاح الأميركي، ويحذَر من أن التخلي عن هذه الإستراتيجية والتقوقع في الداخل سيعنيان نهاية الدولار كعملة احتياط عالمية ومعه البحبوحة الاقتصادية الأميركية.
العنوان
بئرحسن - جادة الأسد - خلف الفانتزي وورلد - بناية الإنماء غروب - الطابق الأول
Baabda 10172010 Beirut – Lebanon P.O.Box: 24/47 وسائل الاتصال
متفرقات
|