تسهم القراءة في تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان، في تطوير فكر استراتيجي عربي يعزَّ البحث عنه. وفي زمن يخيَّل انه غير مؤات للأفكار الإستراتيجية العربية أو قراءة التجارب، لم تأخذ تجربة المقاومة حقها من البحث الجدّي المعمَّق. فقد بدت في لحظاتها الأولى ظاهرة مفارقة على هامش المنحى السياسي السائد، إلاَّ أن استمرار المقاومة وتصاعدها، ثم انتصارها لاحقاً، أسَّس مصادر غنيَّة للتحليل السياسي التاريخي، ولمقاربة الإشكاليات الفكرية والنظرية المستعصية في العالم العربي- الإسلامي. وفي هذا الاتجاه يمكن القول إن البحث في تطور مسار المقاومة، متلازم بالقدر نفسه مع تطور مسار الوحدة الوطنية تجاه المقاومة وهذا ما يمنح إشكالية العلاقة بين المقاومة والوحدة الوطنية، بعداً تفسيرياً ثرياً لمسار تنامي المقاومة نفسها.