رؤية الجمهورية الاسلامية الإيرانية لمستقبل المنطقة على ضوء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني»، كان عنوان ندوة عقدها «المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق»، حاضر فيها رئيس معهد «أنديشه سازان نور للدراسات» في ايران الدكتور سعد الله زارعي، بحضور نخبة من رجال السياسة والفكر والباحثين.

قدم للندوة رئيس المركز الدكتور عبد الحليم فضل الله الذي اشار إلى «تحوّل إيران خلال العقدين الأخيرين إلى قوة محوريّة في المنطقة، في مقابل تحوّل إسرائيل إلى دولة عاديّة».

من جهته، اعتبر زارعي أن الاتفاق «يشكل نقطة عبور من مرحلة الى اخرى وفيه الكثير من الفرص، إلا أنه في الوقت نفسه يتضمن تهديدات». وميّز بين الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة) وقرار مجلس الأمن 2231، «اذ إن القرار تضمن أموراً ليست في صلب الاتفاق كمسألة القدرات الصاروخية الإيرانية والتجهيزات العسكرية، وبالتالي فإن إيران ليست ملزمة بهذا الشق».

وأشار الى أن إيران تمكنت من دخول النادي النووي والاحتفاظ بكامل الدورة النووية على أراضيها. وشدد على «سعي إيران الى تعميق وترسيخ تحالفاتها داخل المنطقة بما فيه مصلحة شعوب المنطقة وهي ليست في وارد التراجع عنها. وفي سياقٍ مواز تسعى إيران لمحاولة فتح مزيد من خطوط التواصل والحوار مع منافسيها، كما الحال مع تركيا والسعودية». مؤكداً أن إيران «ستواصل جهودها لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع حلفائها، لا سيما في العراق وسوريا، وهذا الخيار ضروري ويحقق نجاحات في كلا البلدين».
وأكّد أن «البراغماتية الإيرانية هي مجرد أسلوب من بين أساليب عدة لتحقيق الأهداف الثورية بالكلفة الممكنة، وبالتالي فإن البراغماتية لا ترقى لتكون استراتيجية إيرانية». وأشار الى أن «الاتفاق على المدى البعيد يضمن لإيران ولشعوب المنطقة فرصاً لمزيد من الانسجام الذي سيؤدي الى تقليص تأثير الغرب وهيمنته».