التقرير الاستراتيجي: الاقتصاد السياسي للتنمية المستقلة نحو نموذج عربي بديل- عبد الحليم فضل الله/ العدد 1- أحداث العالم العربي- 2013-2014/ نيسان 2015
قبل حوالي أربعة أعوام تقريبًا واجهت الجماهير العربية وخصوصًا في مصر وتونس، نموذجًا متطرفًا للاستبداد يجمع بين القمع العبثي، وتبعية غير مشروطة وليبرالية زائفة. كان ذلك الاستبداد خاليًا تمامًا من المعنى، فلا هو بني على مسوّغات أو مزاعم إيديولوجية، ولا اتكأ على تسويات ومساومات داخلية هادفة تعوّض بعضًا من مشروعية مفقودة. وبذلك فإنّ هذا الاستبداد يختلف اختلافًا بيّنًا عن نماذج أخرى في العالم، تلك التي خفف من وطأة احتكار السلطة فيها أنها سعت إلى تحقيق غايات وطنية أو تنموية متفق عليها) الصين مثلًا (وتبنت بهذا القدر أو ذاك منظورًا مشتركًا للخير العام. أما في البلدان العربية فقد افتقرت الأنظمة المطاحة لأي مشروعية رديفة، أكانت مشروعية المصلحة العامة، أم مشروعية التسوية والمقايضة في الداخل، أو حتى المشروعية العقائدية والنضالية، تاركة الأمر لـ "مشروعية خارجية" مثّلها ما يسمّى المجتمع الدولي.