يُنشر هذا التقرير، وهو الثاني في سلسلة الاتجاهات الاستراتيجية، في ظروف إقليمية وعالمية متقلبة، حيث يلف الغموض النظام الاقليمي والعلاقات بين مراكز القوة في العالم، وتتأرجح تفاهمات وتسويات استغرق انجازها عقودًا عدة من الزمن. ويسود عدم اليقين أيضًا أوضاع الاقتصاد العالمي الذي يبحر في مياه مضطربة منذ أزمة 2008، وتتعمق أزمته بفعل اتساع قوس التوترات في العالم، وانقلاب ميزان المصالح بين المستفيدين من العولمة والمتضررين منها. وبقدر ما عمّق وباء كورونا المستجد الأزمات التي تمر بها المنطقة والعالم، فقد كشف عن ترهل دولها وضيق منظوراتها المستقبلية ورداءة استعدادها للتعامل مع القضايا الداهمة، وبيّن المخاطر الناتجة عن تداعي البنية التحتية الرعائية والتضامنية للدول.