يمتد التاريخ الإمبراطوري الروسي لأكثر من خمسة قرون. وقد لعبت روسيا دورًا كبيرًا في منطقة أوراسيا وفي العالم شأنها في ذلك شأن أية دولة عظمى يعتبر تاريخها في جانبه الخارجي جزءًا من التاريخ العالمي. وأصبحت روسيا بالتدريج حضارة متكاملة حاملة لمشروعها الجيوسياسي الذي يعتمد على مجموعة من القيم أساسها روسي وأثر فيها بشكل كبير انتقال مركز الأرثوذكسية العالمية إلى موسكو أو ما يسمّيه الفلاسفة عادة "روما الثالثة"، وروما الثالثة هي الإرث الإمبراطوري البيزنطي الذي انتقل إلى روسيا بعد سقوط القسطنطينية) روما الثانية (عام 1453 على يد السلطان العثماني محمد الفاتح. ودخلت روسيا منذ ذلك التاريخ في صراع مرير مع جميع إمبراطوريات الغرب والشرق وخصوصًا في مرحلة التشكل التدريجي للمشاريع الجيوسياسية في أوراسيا والتي تعدَّت حدود القارتين الأوروبية والآسيوية.