تواجه دول مجلس التعاون الخليجي في العقد الثاني من القرن الحالي سلسلة استحقاقات سياسية يرجح أن تؤدي إلى تخلخل البنى التقليدية التي تأسست عليها المنظومة الإقليمية في ثمانينيات القرن الماضي. بين الثمانينيات والعقد الثاني من القرن الحالي هناك أكثر من 30 سنة من المتغيرات الاستراتيجية التي شهدتها العلاقات الدولية والإقليمية وما كان لها من تأثيرات جيوسياسية على الهياكل المحلية. فالمنطقة الخليجية لن تستطيع الصمود خارج التاريخ وتحولاته، حتى لو نجحت نسبياً في النأي بالنفس عن الانقلابات الجارية في الجوار الجغرافي والمحيط السياسي. فهذه الانقلابات الباردة أحياناً والساخنة أحياناً أخرى لن تمر بسهولة ومن دون أن تحدث تفاعلات وارتدادات.