تتناول هذه الدراسة عملية التكامل الإقليمي بين دول أميركا اللاتينية كمشروع قيد التنفيذ، يختلف في ما يطرحه من نموذج عن الكيانات المُجسِّدة لإقليمية الليبرالية الجديدة، "المفتوحة"، والتي تعد إطاراً نشأت فيه المنظمات الإقليمية التي عبّرت عن طبيعة التغيرّات في النظام العالمي الجديد، وأضحى التكامل الإقليمي فيها مُعَدًا للاندماج في نظام عالمي واسع تسعى القوى المسيطرة عليه إلى عولمة العالم وذلك لضمان مصالحها واستقرار هيمنتها. أما المشروع اللاتيني القائم فيقدم مفهوماً مختلفاً للإقليمية، في محاولة جادة لإخراج الدول اللاتينية من أزمة النموذج النيوليبرالي، وخلق نموذج جديد، يُؤِّمن الاستقلالية وينطلق من رؤية كلية للتغيير ترتكز على ضرورات ومقتضيات بناء بديل مختلف في بنيته الاقتصادية والاجتماعية.