إن اكتشاف الثروات الطبيعية، خصوصاً النفط والغاز، في أي بلد كان يُعتبر نعمة تنعش الآمال بغد مشرق، وتحمل وعوداً بظروف معيشية وتوازنات اقتصادية واجتماعية أفضل، إضافة إلى مزايا أخرى عديدة لم تكن لتتحقق بمعزل عن هذه الثروات. غير أن اللافت أن هذه "النعمة" تحوّلت إلى "نقمة" في العديد من الدول الغنية بالموارد الطبيعية خلال عقود ماضية. وكادت هذه الفرصة تضيع في دول أخرى. فقد أدّت العوائد المالية الهائلة لهذه الثروات إلى حالة من الرخاء، رافقتها طفرة كبيرة من التضخم، فضلاً عن التحوّل من النشاط الإنتاجي إلى الأنشطة الريعية والخدماتية المرتبطة غالباً بالمورد الطبيعي، الخاضع بدوره لتقلّبات الأسعار في الأسواق العالمية.