بعد مرور نحو خمس سنوات على الثورات العربية، كما تم التأصيل لها، وانتهاء بعضها واستمرار ما تبقى منها من اهتزازات وصراعات، يصعب توصيف ما حدث بالربيع العربي أو بالثورات. لم يكن هناك دور بارز للدول العربية من زاوية التواصل والتأثير في الأحداث، ولكن برز لاعبون أساسيون في الإقليم، تركيا، وإيران، و "إسرائيل" وهي الدولة التي كانت تراقب بأدق التفاصيل وتحسب كل شيء وفقًا للمصالح الاستراتيجية وبمنظار الأمن القومي الإسرائيلي. وما زالت نتائج تلك الثورات أو الاهتزازات مؤثرة في معظم الدول العربية التي طالتها. وبمعزل عن نتائجها وقيمتها، فقد أدخلت المنطقة في دوامة من الصراعات والتحالفات الإقليمية والدولية ولا تزال بلورة البيئة السياسية على جدول أعمال الدول الفاعلة في المنطقة.