لم يكن للقاعدة حراك ظاهر في سوريا قبل انطلاق التحرّك المعارض فيها، ولم يكن ثمّة ما يدعو إلى القلق من تحوّل في وجهة القاعدة إليها، رغم التجربة الطويلة للحركات الإسلامية السوريّة المقاتلة منذ سبعينيات القرن العشرين، ورغم أنّ "أسامة بن لادن" نفسه رمز القاعدة الأوّل، ينحدرُ من أمّ سوريّة، وأمضى فترة من ريعان شبابه الأولى في سوريا، وزوجته الأولى "نجوى" سوريّة، وأكثر أولاده منها.
مع انطلاق ما سمّي بـ"الربيع العربي"، غيّرت القاعدة استراتيجيّتها، وبدل الاعتماد على العناصر الجهاديّة، والتحاق الشباب المباشر في صفوفها، وتأمين معسكرات الاستيعاب والتعبئة والتدريب، سعت إلى اعتماد سياسة جديدة، تقوم على تعبئة جماهير المؤيّدين، أو ما يعرف بـ"الأنصار"، وذلك من خلال العمل على تعبئة الشعوب، واكتساب تأييدها ودعمها، وإيجاد حواضن شعبيّة بين السكّان المحلّيين، تؤمن بمبادئ القاعدة وأيديولوجيّتها الدينيّة وتحكيم الشّريعة.