يتميز مشهد المنطقة العربية الإسلامية خلال العامين المنصرمين باختبار حاد للتحولات الإقليمية التي لا زالت تتفاعل بانتظار الوصول إلى لحظة توازن تعكس قوة الأطراف الأساسية وتحدد حصة كل منها في مستقبل المنطقة. ومن أبرز ملامح هذه التحولات، بدء انكفاء الجماعات الإرهابية في سوريا، والفشل السعودي في إخضاع إرادة الشعب اليمني بقوة الحديد والنار، والتراجع الواسع لتنظيم داعش في العراق وسوريا بجهود الجيوش الوطنية المدعومة بتشكيلات شعبية ومساندة متقدمة من الجمهورية الإسلامية في إيران، وأخيراً انطلاق الانتفاضة الشعبية المباركة في القدس والضفة الغربية التي أحيت الأمل بحضور الشعب الفلسطيني وتمسكه بخياراته الوطنية والقومية رغم الحصار والخذلان ومحاولات التطهير الصهيونية.