بعد معركة انتخابية من الأشد ضراوة في التاريخ الأميركي بفعل حِدّة الانقسامات الهويّاتية داخل الولايات المتحدة والتأزّم في موقعها العالمي وصل جو بايدن إلى البيت الأبيض. يحتل الرئيس الأميركي موقعًا مركزيًا في النظام السياسي لبلاده كونه رأس السلطة التنفيذية ولذا عادة ما تجري مقارنة السياسات الأميركية وأحوالها بحسب تبدّل الرؤساء للنظر في المستمر والمتغيّر فيها. إلا أن الرئيس الأميركي يحكم من خلال شبكة واسعة جدًا من المؤسسات والمواقع والأُطر التي تشاركه في أخذ القرار سواء من ناحية تحديد نوعية المعلومات التي تصل إليه أو تقديم المشورة أو الإدارة التنفيذية للملفات أو من خلال تنافساتها البينية وتوافقاتها المتبادلة. وعليه فإن تقدير الاتجاهات المحتملة لأية إدارة أميركية يبقى قاصرًا من دون الإحاطة الكافية بالشخصيات المركزية وهذا ينطبق بالتحديد على السياسة الخارجية.