تتشكّل البلدان، ومن ضمنها روسيا، من خلال الموروثات التاريخية. ومع ذلك قد يلعب الأفراد دورًا أكبر في تشكيل الدولة وثقافتها وهويّتها الوطنية. في حالة القادة الروس، كان بطرس الأكبر هو الذي أدخل إصلاحات ثورية وتمكّن من فتح "نافذة على أوروبا" للروس. وكانت إليزابيث بتروفنا هي التي واصلت عملية التغريب. وكان ألكساندر الثاني هو الذي غيّر وضع الإمبراطورية الروسية الاجتماعي والسياسي وفي وقت لاحق شكّلت الأفكار والأفعال الشيوعية لفلاديمير لينين وجوزيف ستالين وميخائيل غورباتشوف الدولة الروسية والهويّة الروسية بشكل كبير. ونرى اليوم فلاديمير بوتين يحاول إعادة بناء القوّة الروسية ووجودها الدولي بناءً على رؤيته التي أسماها كثيرون "البوتينية".
في بلد مثل روسيا تمتلك الأفراد فيها تأثيرًا كبيرًا على سياسات الدولة، فإن رؤية الرئيس الروسي لبلاده، وفهمه لتاريخها وقيمها، علاوة على تجاربه الشخصية السابقة، تصبح عاملًا محدّدًا في الحياة السياسية.