قامت الولايات المتحدة على الحرب والتوسع العسكري وهي الدولة التي يوازي إنفاقها العسكري السنوي نصف الإنفاق العسكري العالمي تقريبًا وتنتشر لها حوالي 570 قاعدة عسكرية خارج حدودها في نقاط حيوية حول العالم. ومع أن أميركا تمتلك عناصر متعدّدة في قوّتها القومية مثل الاقتصاد والمال والابتكار والعلم والثقافة إلا أن هذه جميعها تستند إلى قوة عسكرية هائلة ذات قدرات تكنولوجية متقدمة جدًا تسمح لها ببسط قوّتها العسكرية في وقت سريع حول العالم. ويمكن القول إلى حد ما أن تاريخ الإمبراطورية الأميركية هو تاريخ تدخّلاتها العسكرية حول العالم. سنقدّم في هذا العدد تقريرًا توثيقيًا لحوالي 400 عملية عسكرية أميركية حول العالم تشمل حروبًا وغزوات وعمليات خاصة وسحب قوّات وتبديلها وإعادة تموضع وعمليات إنقاذ وتقديم دعم عسكري وتدريب. اعتمد توثيق هذه الأنشطة على تقرير من "خدمة الأبحاث في الكونغرس" يجري تحديثه دوريًا ويعرض حالات استخدام أميركا للقوّة العسكرية خارج حدودها منذ العام 1798 في صراعات عسكرية جارية أو محتملة "لحماية المواطنين الأميركيين أو تعزيز المصالح الأميركية". هذه الأنشطة تتباين من حيث النوع والحجم والمدى الزمني والتفويض القانوني. وضمن التقرير 11 حالة أعلنت فيها أميركا الحرب رسميًا ضد دول أجنبية.