بعد عقود طويلة من الانطواء والانكفاء نحو الداخل لأسباب متعددة، بعضها يتعلق بالثقافة المحلية وأغلبها الانشغال بتأمين المعيشة لما يقرب من خمس سكان العالم. وبعدما حققت الصين قفزة اقتصادية وتكنولوجية متميزة، بالانتقال خلال فترة وجيزة نسبيًا لا تتعدى الثلاثين سنة من دولة زراعية فقيرة ومنعزلة إلى ثاني أكبر اقتصاديات العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية متصدرة بذلك قائمة التجارة الخارجية الدولية بالبضائع مما مكنّها من تكوين احتياطي هائل بالعملات الأجنبية بلغ 5940 مليار دولار حتى نهاية عام2013. بعد ذلك باتت الصين اليوم تشكل قاطرة للاقتصاد العالمي، في مشهد يملي عليها حسابات اقتصادية وسياسية وأمنية خارجية مختلفة تمامًا.