المغتربون اللبنانيون: الخصائص العامة وبلدان الانتشار

مقدمة عامة:

تهدف هذه الدراسة إلى التعرّف بصورة رئيسيّة إلى خصائص المغتربين وإلى أسباب هجرتهم ودوافعها، وطبيعة علاقتهم ببلدهم الأم.
ولهذا الغرض أُعدّت استمارة ضمت سبعة أسئلة ذات صلة مباشرة بالموضوع (انظر ملحق رقم 1-)، نُفّذت عام 20131 وشملت عيّنة من 2005 مستطلعين من الطوائف اللبنانيّة كافة ومن مختلف المناطق، تم اختيارها استناداً إلى نسبة الطوائف الإجماليّة في لبنان، وقد جرى الاستعلام عن أوضاع المغتربين اعتماداً على إجابات ذوويهم المقيمين في لبنان، حيث توزّعت العيّنة على النحو الآتي:

-    565 مستطلعاً لا تربطهم أيّة علاقة مباشرة بالمغتربين المطلوب الاستعلام عنهم، وقد تم فيما بعد استبعاد نتائج هذه الاستمارات.
-   1440 مستطلعاً تربطهم علاقات قربى مباشرة مع المغتربين وهم الفئة التي تم تحليل بياناتها فيما يلي.

اعتمد المسح على استخدام الاستمارة والمقابلة في جمع المعلومات، لكن أُضيفت عدة معطيات عن المستطلع نفسه _القريب من المغترب_. 

اعتمد اختيار العينة على منهجيّة "الطبقة العنقوديّة الاحتماليّة"، مع التأكيد على أنه تم تثبيت جميع المواليد في ذات الشهر الذي تم فيه المسح، وذلك لاستبعاد عامل الصدفة في البيانات ومن أجل التقليل من أخطاء المعاينة.

عمدت هذه الدراسة إلى إجراء بعض التصنيفات لضرورات التحليل في بعض الأحيان، فأجرت تبويباً لكافة الطوائف المسيحيّة – عدا الموارنة- لتسهيل قراءة النتائج عند الحاجة، كما عمدت إلى تبويب سنوات الهجرة وفقاً لما يلي:
-    قبل العام 1984، حيث يُعتقد أن موجات من الهجرة تسبب بها الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
-    بين 1985- 1994 وهي فترات الحروب الأهليّة قبل اتفاق الطائف.
-    1995- 2006 فترات الاستقرار الأمني النسبي في لبنان وبدء عمليات إعادة الإعمار.
-    بعد 2006 وذلك لقراءة النتائج التي يمكن أن يكون قد تسبب بها العدوان الإسرائيلي على لبنان.

لم تدرج الدراسة كل المواضيع والعناوين ذات الصلة بالأسئلة الواردة في الاستمارة، بل عمدت إلى الإشارة إلى المواضيع ذات الدلالات الإحصائيّة الهامة فقط.

جرى تبويب الدراسة وفق خمسة مواضيع:

استعرض القسم الأول أبرز النتائج الأوليّة العامة للدراسة والأسئلة الأساسيّة الواردة فيها، وحلل القسم الثاني أبرز النتائج بحسب بلد الاغتراب، فيما عرض القسم الثالث لأبرز النتائج بحسب سبب الاغتراب.
أما القسم الرابع فقد عرض لأهم النتائج بحسب مكان الإقامة الأساسي قبل الاغتراب، وأخيراً عرض القسم الخامس لأهم النتائج بحسب طائفة المغترب.

أظهرت الدراسة عدداً من النتائج، يمكن تلخيص أبرزها كما يلي:

1.    لا يبدو أن كل الطوائف تتصرف بنفس الطريقة لجهة استقرارها أو عدم استقرارها نهائياً في بلد المهجر، لكن من الواضح أنّ الطوائف التي استطاعت أن تعيش في المهجر ضمن مجتمعات كبيرة ومتجانسة (أميركا الشمالية، أميركا الجنوبية، أفريقيا أو حتى أستراليا)، قد استقرت بشكل كبير في أماكنها وتبيّن من متوسط أفراد الأسرة لديها أنها هاجرت مع عائلاتها للاستقرار شبه النهائي.

2.    تبيّن أن السبب الرئيسي للهجرة لدى أغلب الطوائف هو الأوضاع الماديّة وهو أمر منطقي بالنسبة لبلد شهد سلسلة من الحروب الداخلية والخارجية مع عدم قدرة الدولة في كثير من الأحيان على توفير فرص العمل للشباب. أما معظم الذين هاجروا بسبب الوضع الأمني والسياسي فكانوا من الطائفة المسيحية وقد غادروا لبنان في فترات مبكرة جداً.

3.    تبيّن أن الطوائف المختلفة التي تقيم في نفس المكان الجغرافي – قضاء معيّن على وجه التحديد-، غالباً ما تهاجر إلى نفس وجهة السفر، كما تتقارب أسباب هجرتها والخصائص العامة لمغتربيها.

 

تحميل الملف
المقال السابق
دراسات متفرقة | السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الاوسط 2001 - 2015 / تموز 2016
المقال التالي
الرصد الاستراتيجي: إعداد مديرية الدراسات الاستراتيجية / العدد 3 - نيسان 2016

مواضيع ذات صلة: