بعد عقد ونصف من الهيمنة، انحرفت "الحريرية" محاولة شقّ طريق أمام مشروع سياسي مضطرب لا تمسك إلا القليل من خيوطه، فانكفأت عن مسارها الأصلي ذي الطابع الاقتصادي، من دون تحقيق نضوج سياسي كاف للقبض على ناصية السلطة، وإذا صحّ أن الأهداف التي رسمها الرئيس الراحل رفيق الحريري اندثرت تحت ركام التطورات القاهرة والقرارات الخاطئة والأزمات التي كان من الممكن تجاوزها، نكون قد عبرنا إلى خواء إيديولوجي لم يعهده النظام اللبناني منذ نشأته.