نشر البيت الأبيض وثيقة بعنوان "إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة", تتضمن الوثيقة تفاصيل كثيرة وتفتقر إلى الوضوح والتحديد، ولو أن هذه الوثيقة نشرت قبل أحداث 11 أيلول 2001 لما أتت مختلفة عما هي عليه الآن، وتظهر الوثيقة الولايات المتحدة بمنبت الحرية والعدالة وموئل الرفاه والازدهار وتعطي لنفسها الحق ليس في قيادة العالم وتحديد القيم التي عليه اعتناقها فحسب بل معاقبة من تسول له نفسه عصيان الأوامر، وهنا تكمن الخطورة في الإستراتيجية الأميركية الجديدة التي تعتنق مبدأ الحرب الاستباقية. كما أن الوثيقة تعلن ببساطة نهاية التاريخ ولن يكون هناك صراعات دولية من الآن وصاعداً لان القوة الأعظم لن تسمح لأحد بمجرد التفكير بالسعي لمقارعتها أو مضاهاتها في القوة العسكرية أو الاقتصادية أو التكنولوجية، إنما سيكون هناك فقط حرب بلا هوادة على الإرهاب تشنها كل الدول والمنظمات والأحلاف تحت قيادة ورعاية الولايات المتحدة.