عقد المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق بتاريخ 18 حزيران 2009، حلقة نقاش تحت عنوان أي تغيير مع اوباما؟ الإستراتيجية الأميركية بعد بوش. حاضر فيها رئيس مجلة دفاع الفرنسيةDefense الخبير في القضايا الإستراتيجية ريشار لابيفيير، وشارك فيها نخبة من الأكاديميين والباحثين، ورؤساء مراكز دراسات، وجمع من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الأميركي.
قدم رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق الأستاذ عبد الحليم فضل الله المحاضر لابيفيير مرحباً بالحضور طارحاً عدة أسئلة بشأن مستقبل السياسات الأميركية في المنطقة وما إذا كانت الإدارة الحالية تمتلك إستراتيجية جديدة أم مجرد خطاب جديد, وقد تطرق المحاضر إلى جديد السياسات الأميركية في العالم ومنطقة الشرق الأوسط وإيران حيث اعتبر أن الرئيس الأميركي باراك اوباما لم يغير في الإستراتيجية السياسية للإدارة الأميركية بل حافظ على أولويات أهدافه في المنطقة المتمثلة في الضغط على إيران وإضعافها ومحاربة الإرهاب مع التركيز على المقاربة الأمنية فيما خص القضية الفلسطينية.
وقد شدد المحاضر على خطورة المنحى الذي يتخذه اوباما لجهة إحداث الانقسامات داخل الدول العربية والإسلامية وخصوصا دول الممانعة, والإبقاء على الدعم المطلق وغير المحدود لإسرائيل، وقد تمثل هذا الدعم مؤخرا بموافقة الكونغرس الأميركي على تقديم دعم إضافي لمشروع تصنيع جيل جديد من المقاتلات الإسرائيلية.
كما أشار إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة لا تنوي الانسحاب تماما من العراق, بل ستبقي على عشر معسكرات ومجمعات عسكرية كبرى, وبرأي لابيفيير فان اوباما الذي يحاول الظهور بمظهر المعتدل ويتجنب التدخل العلني والفظ في الشؤون الداخلية, قد يكون أكثر خطورة من بوش, فهو قادر على بناء إجماع استراتيجي عربي بشأن القضايا المطروحة, والتقرب من الدول والشعوب باستعمال خطاب يحمل في طياته الرغبة في الانفتاح والحوار.
أعقب المحاضرة نقاش مفتوح شارك فيه كل من الأساتذة: خير الدين حسيب, غالب أبو مصلح, رياض صوما, محمد مصلح وعدد آخر من المشاركين.