هناك أوجه شبه لا يمكن إغفالها بين قواعد عمل الاقتصاد اللبناني والنموذج العالمي المهدد بالسقوط. فالانهيار الذي لا يأتي بالضرورة دفعة واحدة، يبدأ من اللحظة التي يعجز فيها نموذج ما عن ابتكار حلول لمشاكله، أو حين تصبح كلفة استمراره أكبر بكثير من المكاسب الناشئة عنه. أوجه الشبه تلك تدعو إلى تدبر دروس الأزمة بعناية أكبر، والأمر بحاجة إلى شيء من التجريد، فمن دون تحديد السياق الذي ولّد تلك الممارسات الخطيرة، سنجد أنفسنا مشغولين بالأعراض الجانبية للأزمة التي لا تلبث أن تتجدد كلما سنحت لها الفرصة.