المقاومة في خطاب مناوئيها عقبة أمام التقدم والازدهار، وهي بحسبهم قوة طرد موروثة تعرقل مضي المنطقة في طريق الاستقرار والنمو والتنمية، فما أن تطوى صفحتها حتى يكتمل جسر العبور إلى الدولة وينعم المتعبون بسماء النظام الدولي الخلابة الصافية. هو منطق بسيط ولا يخلو من بداهة، لكنه لا يقرأ في كتاب قصص النجاح، فالدول النامية التي شقت طريقها نحو التصنيع لم تطرح على نفسها السؤال الخاطئ: ما هو حجم التنازلات السياسية المطلوب تقديمه حتى يتاح لنا تخطي عتبة التنمية، بل كان السؤال معاكساً: ما هو مستوى التقدم الممكن تحقيقه لتوطيد عناصر السيادة القومية التي تضمن ديمومة النمو والرفاهية.