تقرير حول زيارة مدير عام المركز الاستشاري الى طهران

بتاريخ  27 حزيران 2016، زار مدير عام المركز الاستشاري د. عبد الحليم فضل الله الجمهورية الاسلامية الايرانية تلبية لدعوة موجهة من "مركز دراسات السياسية والدولية" في وزارة الخارجية، وذلك للتباحث في فرص التعاون والتنسيق في بعض الملفات التي تهم المركزين.
وفي ندوة حوارية مغلقة نظمت في مركز الدراسات السياسية، تحدث د. فضل الله عن التطورات في المنطقة وانعكاساتها على القضية الفلسطينية والصراع مع العدو، فأشار إلى أن التحولات الراهنة لا تقتصر على الجانب العربي، بل إن تأثيراتها تمس أيضًا مكانة دولة الاحتلال ودورها. فقد نجحت المقاومة الاسلامية والعربية في تحويل الكيان الاسرائيلي من دولة محورية، كما كانت عليه منذ حرب 1967، إلى دولة عادية من دول الشرق الأوسط بحاجة إلى رعاية خارجية، وهذا ناتج بالدرجة الأولى عن المكاسب والانتصارات التي راكمتها المقاومة، وفشل العدو في التكيف عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا مع التغيرات. وأشار فضل الله إلى أن "اسرائيل" تحاول مواجهة مرحلة انحدار القوة، من خلال:

(1) تغيير العقيدة الأمنية والعسكرية التي تنتقل من الهجوم إلى الدفاع، ومن نقل القتال من أرض العدو إلى حماية الجبهة الداخلية، ومن الشراكة مع القوى العظمى (أميركا)، إلى التبعية لها.

(2) تنويع الخيارات من خلال توطيد الصلات مع القوى الصاعدة وكسر حاجز التطبيع مع بعض الدول العربية. (3) منع عودة القضية الفلسطينية إلى قلب الصراع في المنطقة.
وقد رأى د. فضل الله أن "اسرائيل"، حتى ولو كانت مستفيدة على المدى القصير من الفوضى الراهنة فإنها في خوف وقلق على المدى الاستراتيجي البعيد، في ظل قوة إيران الآخذة بكسر جدران الاحتواء، وتعزيز موقع المقاومة ولا سيما حزب الله  في معادلة القوة الاقليمية. وختم بالاشارة إلى أن المعركة التي تخوضها المقاومة ضد التكفيريين لا تقلل من حقيقة  انتقال المقاومة من الدفاع الى الهجوم على المستوى الاستراتيجي، وتحولها من قوة مساندة إلى قوة قائدة في الصراع مع العدو، وهي بذلك باتت جسر العبور نحو المصالحات التاريخية المطلوبة في المنطقة العربية والاسلامية، ذاك أن الاستقطاب الصراع سيعود ليتمحور من جديد حول التناقض الأصلي بين المقاومة والاحتلال.
وتخلل الزيارة لقاء مع المدير الحالي لمركز الدراسات السياسية د. محمد كاظم سجاد بور، ورئيس دائرة التخطيط الاستراتيجي في وزارة الخارجية د. مصطفى زهراني، حيث تركز البحث على سبل استكمال مسار التفاعل البحثي والاكاديمي، بعد البداية الناجحة التي مثلها مؤتمر العرب وايران المنعقد في بيروت بتاريخ 31 أيار 1 و 2 حزيران 2016، كما جرى التباحث في سبل توسيع آفاق الشراكة والتواصل في المجالات ذات الصلة.
كما التقى مدير المركز الاستشاري أثناء زيارته مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسين جابري أنصاري.
شارك  د. فضل الله أيضًا في ندوة حوارية عقدت في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية حضرها عدد من الشخصيات والخبراء الايرانيين المعنيين بالعالم العربي، وتناولت أيضًا قضايا المنطقة ومستجداتها، والعوامل الاساسية التي تقف وراء الأزمات الراهنة.

المقال السابق
لقاء حول التوصيات التنموية في اتحاد بلديات جبل عامل

مواضيع ذات صلة: